کد مطلب:240952 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:121

الحیاء من الإیمان
روی الصدوق بإسناده إلی عبدالسلام بن صالح الهروی قال قال الرضا علیه السلام: «الحیاء من الإیمان» [1] .

قال المیدانی فی مجمع الأمثال:

(الحیاء من الإیمان) هذا یروی عن النبی صلی الله علیه و آله و سلم. قال بعضهم: جعل الحیاء و هو غریزة من الإیمان و هو اكتساب؛ لأن المستحیی ینقطع بحیائه عن المعاصی و إن لم یكن له تقیة فصار كالإیمان الذی یقطع بینها و بینه، و منه الحدیث الآخر: «إذا لم تستحی فاصنع ماشئت»: أی من لم یستحی صنع ماشاء، لفظه أمر و معناه الخبر [2] .

أقول:

لعله یرید بالحدیث الآخر النبوی «قال: لم یبق من أمثال الأنبیاء إلا قول الناس: إذا لم تستحی فاصنع ماشئت» [3] .

و فی النبوی: «استحیوا من الله حق الحیاء، قالوا: و ما نفعل یا رسول الله؟ قال: فإن كنتم فاعلین فلا یبیتن أحدكم إلا و أجله بین عینیه، و لیحفظ الرأس و ما حوی، و البطن و ماوعی، و لیذكر القبر و البلی، و من أراد الآخرة فلیدع زینة الحیاة الدنیا» [4] .

و الآخر: «الحیاء علی وجهین فمنه الضعف، و منه قوة و إسلام» [5] .

و الآخر: «الحیاء و الإیمان فی قرن واحد سلب أحدهما اتبعه الآخر» [6] .

و الحیاء خمسة أنواع: حیاة ذنب، و حیاة تقصیر، و حیاة كرامة، و حیاة حب،



[ صفحه 237]



و حیاء هیبة. و لكن واحد من ذلك أهل، و لأهله مرتبة علی حدة [7] .

و فی حدیث سجادی: «خف الله تعالی لقدرته علیك، و استحی منه لقربه منك» [8] .

و علوی: «من كساه الحیاء ثوبه لم یرالناس عیبه» [9] .

و آخر: «الهیبة بالخیبة، و الحیاء بالحرمان و الفرصة تمر مر السحاب فانتهزوا فرص الخیر» [10] .

و لاریب أن الحیاء من أجلی مظاهر الخیر و هو لایكون إلا فی الرجل الكریم و غض البصر من الكرم و من آیات الحیاء أنه النفوس النظیفة و عند ذوی العقول الحصیفة فانظر إلی نفسك تعلم من أنت، و من أی الصنوف فإن كنت من الواجدین فاشكر الله، و أقم المأتم إذا فقدت هذه الجوهرة الثمینة.



[ صفحه 238]




[1] عيون الأخبار 206:1، البحار 334.

[2] الجمع 211:1، رقم المثل 1128، حرف الحاء.

[3] البحار 333:71.

[4] البحار 333:71.

[5] البحار 334:71.

[6] البحار 336:71.

[7] البحار 336:71.

[8] البحار 336:71.

[9] البحار 337:71.

[10] البحار 337:71.